موسم الزيتون: ما يتخطّى الحصاد

تترسّخ في أراضي وادي الأردن الخصبة أكثر من 20 مليون شجرة زيتون، فثمار الزيتون ليست مجرّد محصول، بل تعدّ رمزًا للمجتمع، وإرثًا وطنيًّا. المشاركة في عملية قطف ثمار الزيتون السنوية تعني المشاركة في تقليد يصل عمره إلى عشرة آلاف عام حسب تقدير المؤرّخين وعلماء الآثار. تتجاوز أعمار العديد من هذه الأشجار آلاف السنين، وخلال موسم القطاف الذي يقع بين شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، يتهافت الرجال والنساء والأطفال من جميع أقطار المملكة إلى وادي الأردن للمشاركة في هذا الشعائر العريقة. عندما يحلّ موسم القطاف، يتمّ بَسط المفارش البلاستيكية على الأرض المحيطة بالأشجا، ومن ثمّ يتمّ تسلّق الأشجار كثيفة الأوراق وتُهَزّ الأغصان بلطف، مما يدفع إلى تساقط ثمار الزيتون على المفارش، وبالتالي يتمّ غربلة وتصنيف كلّ حبّة على حدى. تتطلّب هذه العملية دقّة متناهية، لا تستطيع الماكينات استيعابها، وتتأهّل حبّات الزيتون النضرة وحدها للمرحلة التالية. وتتأهّل حبّات الزيتون النضرة وحدها للمرحلة التالية.
يختلف استخدام كل من أصناف الزيتون المزروعة في الأردن، حيث يتم عصر الصنف الصوري والرصيعي للحصول على زيت الزيتون. يتميّز الزيتون الرصيعي بمذاقه الفريد الذي يجمع ما بين الحلو والمر، أمّا الصوري فهو مشهور برائحته الزكيّة ولسعته الحامضة. يختلف استخدام كل من أصناف الزيتون المزروعة في الأردن، حيث يتم عصر الصنف الصوري والرصيعي للحصول على زيت الزيتون. يتميّز الزيتون الرصيعي بمذاقه الفريد الذي يجمع ما بين الحلو والمر، أمّا الصوري فهو مشهور برائحته الزكيّة ولسعته الحامضة. يعدّ كل من الزيتون المغمور بالماء المالح، وزيت الزيتون، ركائزًا على مائدة الطعام الأردنية، فزيت الزيتون يتم استخدامه في جميع أشكال الطهي، ولكن لا شيء يضاهي غمس الخبز الطازج في زيت الزيتون ومن ثم في الزعتر لفطور كامل ومتكامل. إنّ الأردن واحد من أكثر عشر بلدان منتجة للزيتون في العالم، ولكن لا ينحصر الحصاد السنوي بمعنى المحصول، بل يعدّ وقتًا يتطلّع المجتمع والعائلة للاجتماع فيه، وتزرع حس الاستمراريّة مع الماضي وتصنع حلقة وصل مع أجدادنا من خلال العادات والتقاليد التي نتوارثها ونعتز بها.

سجّل في قائمة المراسلة ابق على معرفة بأحدث الأخبار والعروض